العلامة الموسوعي محمد بهجت البيطار: الرواد والتأثيرات المباركة |
العلامة الموسوعي محمد بهجت البيطار: الرواد والتأثيرات المباركة
عندما يُذكر المعهد الإسلامي السعودي ودار التوحيد، لا بد من ذكر العلامة الموسوعي محمد بهجت البيطار. إنه الشخصية التي ورث الريادة العلمية والتربوية في إدارة هاتين الدارين. تميز البيطار بكفاءته العلمية العالية وصدقه وأمانته في جميع شؤونه، وكان له دور بارز في تخريج أدباء وعلماء وقادة في الوطن. إتبع البيطار المنهج السلفي في برامجه وحياته، وكان له مدرسة مستقلة تجذب الطلاب المخلصين إلى طريقته. كانت دعوته متسمة بالحكمة والرفق والإقناع، وكان يعتمد على الإمام ابن تيمية في تعاليمه ويتأثر به بشدة. تأثر أيضًا بمشايخه وكان دائماً يسعى للخير للمجتمع والأمة، يسعى بجدية لنفع المسلمين.
محمد بهجت البيطار: رحلة العلم والتوجيه والإرشاد
كان البيطار شخصية مستقلة علمياً، يستقي علومه من أساتذته، وبدأ في التدريس في كلية الشريعة والحقوق وفي كلية اللغة العربية. كان يُعتبر مربيًا فذًا، حيث كان يطلق العنان لعقله الواسع وكان واعظاً مؤثراً. كرس حياته للتربية والتعليم، وكان داعياً مخلصًا للعقيدة ومروجاً للوعي الديني والاجتماعي. كان يسعى دائماً لنشر الروح التجديدية في الفقه الإسلامي وأساليب الوعظ الديني. بتالي، كان مجدداً حقيقياً في علمه ودعوته، وكان له تلاميذ يسلكون طريقته ويتبعون نهجه. يُذكر أن منزله كان منتدى علميًا وذاكرة حية للكثير من المسائل العلمية والدعوية والمشكلات الاجتماعية التي كانت تحدث في ذلك الزمان. كان مرجعًا لكل طالب علم أو داعية أو مثقف، حيث يجدون عنده الجواب المقنع والشافي.
دار التوحيد: مدرسة عريقة بإدارة البيطار
كان البيطار أول مدير لدار التوحيد، حيث تأسست هذه المدرسة العريقة عام 1364هـ. كان قائدًا ملهمًا حيث جذب لها كبار العلماء من داخل المملكة ومن المنطقة وحتى مصر. تحت إدارته، ازدهرت الدار بشكل لافت. رحل البيطار بعد فترة قصيرة وتولى ابنه يسار إدارة الدار.
تجاوزت مؤلفات البيطار العدد الخمسة عشر كتاباً منشورا، حيث قدم العديد من الأفكار والإرشادات القيّمة. كان دعوته ناجحة ومؤثرة، وبصمته باقية في تاريخ التربية والعلم في البلاد. وعاش البيطار حياة مثمرة، يجري فيها نهر العلم والإيمان والتوجيه والإرشاد.